فماذا تعني طريقة الكايزن؟
طريقة الكايزن هي طريقة يابانية يمكن من خلالها تحقيق النجاح الشخصي وإنجاز المهام الكبيرة وتنفيذ المشاريع الضخمة من خلال خطوات بسيطة ومستمرة وثابتة.
Kaizen كلمة الكايزن: كلمة يابانية مكونة من مقطعين
Kai =chang = التغيير
Zen = good = الأفضل
لتصبح العبارة بمعنى التغيير للأفضل أو التحسين المستمر.
وقد ظهر مصطلح الكايزن عام 1984 على يد الخبير الياباني ماساكي إماي. وقد كان لخبير الجودة الأمريكي الدكتور ديمنج دور كبير في انتشار هذه الطريقة في اليابان مما جعل لها أكبر الأثر في بناء اليابان بعد الحرب النووية التي شنت ضدها.
هل لهذه التقنية جذور في تراثنا الاسلامي.
يقول الله عز وجل:” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” بمعنى أن الإنسان لابد أن ينطلق في نجاحه وتغيير حياته من داخل نفسه وذاته
يقول صلى الله عليه وسلم :”أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل”وفي المقولة الشهيرة : مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.وشطر أحد الأبيات الشهيرة: إنما النار من مستسغر الشرر. كل ذلك يدل على وجود هذا المفهوم في شريعتنا وإن لم يكن معروفا بنفس المصطلح
فما سر نجاح هذه التقنية؟
يستدعي التغيير الكثير من المخاوف.. حتى الإيجابية منها وغالبا ما تخفق محاولات بلوغ الأهداف بوسائل جذرية أو انقلابية؛ لأنها ترفع من مقدار تلك المخاوف. لكن الخطوات الصغيرة لـ “الكايزن” تنزع فتيل استجابة الخوف من العقل، وتحث على التفكير الحصيف والإبداع الخلاق.
كيف تصبح الخطوات الصغيرة إنجازات كبيرة ومشاريع عظيمة؟
كما يقول الدكتور روبرت مورير في كتابه “طريقة الكايزن”:
إن عقلك مبرمج على مقاومة التغيير، ولكن عن طريق اتخاذك لخطوات صغيرة، يصبح بمقدورك إعادة توصيل جهازك العصبي بحيث يقوم بالتالي:
1- ينزعك بعيدا عن حالة السكتة الابداعية
2- يلتف حول استجابة الكر والفر
3- يوجد وصلات جديدة بين الأعصاب بحيث يمكن لعقلك أن يضطلع في همة بعملية التغيير، فتمضي قدما نحو هدفك على جناح السرعة.
ما هي الاستراتيجيات التي تعتمد عليها هذه التقنية؟
تعتمد الكايزن على ست استراتيجيات مختلفة وهي:
1- طرح أسئلة صغيرة لتبديد الخوف واستلهام الإبداع:
تعد هذه الاستراتيجية من أجمل استراتيجيات الكايزن إذ أنها تهيئ مناخا عقليا مرحبا بالإبداع الحر والمرح الطليق، وعن طريقها فإنك تمهد الطريق لبرنامج “كايزن” شخصي للتغيير.
2- التدبر في أفكار صغيرة لاكتساب عادات ومهارات جديدة دون تحريك عضلة واحدة:
تستخدم تقنية الإيهام العقلي”الخيال” تستخدم الأفكار الصغيرة لمعاونتك على اكتساب المهارات الجديدة سواء كانت اجتماعية أو عقلية أو بدنية فقط عن طريق تخيل نفسك وأنت تؤدي هذه المهارات.
3- اتخاذ تحركات صغيرة من شأنها أن تضمن النجاح:
إن عقلك مبرمج على مقاومة التغيير، ولكن عن طريق اتخاذك لخطوات صغيرة يصبح بمقدورك إعادة توصيل جهازك العصبي لإحداث وصلات عصبية جديدة للمساعد على التغيير.
4- حل المشكلات الصغيرة عند مواجهة أزمة طاحنة:
حينما نكتشف المشكلات الصغيرة مبكرا تغنينا عن الكثير من المشاكل الكبيرة وتجنبنا الكثير من الضغوط النفسية والأمراض العصية.
5- منح مكافآت صغيرة لنفسك وللآخرين لإحراز أفضل النتائج:
دائما ما تؤدي المكافآت الصغيرة أثرها مقارنة بالمكافآت الكبيرة ذلك أنها غير مكلفة ويمكن الاستمرار في منحها وتشعر الموظف أو الطالب بالامتنان والعرفان.
6- إدراك اللحظات الصغيرة ولكن الحاسمة والمؤثرة ومع ذلك يتجاهلها الآخرون جميعا:
كثيرا ما نغفل عن اكتشاف اللحظات الحاسمة والبسيطة وذلك بانشغالنا بما هو أكبر في نظرنا بينما يمكن أن تمنحنا هذه اللحظات الصغيرة كل ما نريده وننشده.
يمكنك استخدام كل استراتيجية من الاستراتيجيات السابقة على حدة ويمكنك أن تعمل خلطتك الخاصة التي تناسبك ويسهل عليك تطبيقها.
أهم ما في الأمر أنه عندما تضيف تحسنا بسيطا لحياتك كل يوم، حتما في يوم من الأيام ستتغير إلى الأفضل وستساعد غيرك للتغيير إلى الأفضل.