هل سبق أن عملت مع فريق لم يكن يدرك المواهب والقدرات التي تملكها أو ما كنت تظن أنك تملكها؟
هل وصفك أصدقاؤك يوما ما بصفة إيجابية فيك (كانت مفاجئة لك) لم تكن تعرفها من قبل؟
هل صادفت أحدا كان يأمل أن يرشح نفسه في منصب ما، ولكن تم ترشيح غيره في ذلك المنصب؟
إذا مرت بك الحالات أعلاه أو إحداها.. فربما تجد بعض الإجابات في هذا المقال…
كثيرا ما نظن أننا نعرف أنفسنا حق المعرفة، ولكننا نتفاجأ حينما ندرك (في موقف معين أو خبرة نمر بها) أننا لا نعرف عنها سوى القليل ونتساءل باستغراب: كيف حدث هذا؟ ونبحث بالتالي عن الأساليب والنماذج التي من خلالها نستطيع أن نفهم أنفسنا كما ينبغي.
أظنك ستكتشف ذاتك من خلال نافذة جوهاري (Johari Window)الذي نحن بصدد الحديث عنه، والذي يعد من أفضل النماذج التي تساعدنا في تحسين الوعي بذواتنا وبالآخرين.
إذن ما هو نموذجJohari Window :
هو أداة بسيطة ومفيدة لتوضيح وتحسين الوعي الذاتي والتفاهم المتبادل بين الأفراد داخل المجموعة أو بين مجموعة ومجموعة أخرى.
ابتكر هذا النموذج عالما النفس الأمريكيان جوزيف لوفت وهاري إنجهام في عام 1955وسمي النموذج بإسميهما بأخذ الحروف الأولى من كل اسم.
ولكن ما الذي نستفيد من هذا النموذج بالضبط؟
تكمن أهمية هذا النموذج في أنه يساعدنا في:
- فهم وتدريب الوعي الذاتي لدينا
- التنمية الشخصية
- تحسين الاتصالات والعلاقات.
- تطوير فرق العمل
يمكنكم مشاهدة هذا الفيديو حول نافذة جوهاري
بداية.. دعونا نتعرف على مكونات هذا النموذج:
يتكون هذا النموذج من أربعة مناطق هي:
المنطقة المفتوحة والمنطقة العمياء والمنطقة المجهولة والمنطقة المخفية.
1- المنطقة المفتوحة:
هي ما تعرفه عن نفسك ويعرفه عنك الآخرون.
مثل المشاعر والمعلومات والخبرة والآراء والمواقف والمهارات والدوافع والنوايا
بالطبع أنت تعرف الكثير عن نفسك ويعرف الآخرون الكثير عنك وعن خبراتك ومعارفك وآراءك ومهاراتك.
2- المنطقة العمياء:
هي ما لا تعرفه عن نفسك ويعرفه عنك الآخرون.
قد يراك الآخرون أو يشعرون أو يفسرون بغير ما كنت تتوقع.
وقد يكون لديك موهبة لا تعرفها ويعرفها رئيسك في العمل فيرشحك لمنصب ما.
وقد يكون لديك لزمة لفظية أو حركية يراها الناس وربما حين يذكرون ذلك لك تنكره بشدة لأنك تراها نقطة سلبية في حقك، وكلما كنت أكثر تقبلا وإنصاتا لما يمنحونك من ملاحظات كلما كنت أكثر إدراكا لهذه المنطقة.
3- المنطقة المجهولة:
هي ما لا تعرفه عن نفسك ولا يعرفه عنك الآخرون.
قد يكتشف أستاذك أن لديك موهبة معينة أنت لا تعرفها، وقد تكتشف أنت من خلال موقف أو تدريب مالم تكن تعرفه عن نفسك.
هناك بعض الاختبارات النفسية التي تمنحنا رؤية ثاقبة حول ما لا نعرفه عن أنفسنا ولا يعرفه الآخرون عنا.
4- المنطقة المخفية:
هي ما تعرفه عن نفسك ولا يعرفه عنك الآخرون
بعض الأمور التي تخفيها عن الآخرين طبعا من ذلك أسرارك الشخصية والتي ربما لا ينبغي ان تبوح بها للاخرين وأيضا ما يتعلق بالعمل مثل فكرة تطويرية لجانب من جوانب العمل، أو مهارة معينة تجيدها لا تريد أن يعرفها رئيسك في العمل وهنا توجد أيضا الأعمال التي بينك وبين الله لا يعلمها أحد من الناس.

الفكرة الرئيسية من هذا النموذج هي: كيف نوسع المنطقة المفتوحة؟
كيف نستفيد من نافذة جوهاري؟
أولا/ التأمل الذاتي في عيوبنا ونقائصنا وكيفية إصلاحها، ويمكن من خلال التأمل استخدام خيالنا لصالحنا وتوضيفه ليعمل من أجلنا ( توجد مقالة بعنوان”قوة الخيال الطاقة المعطلة في حياتنا” لمعرفة كيفية عمل ذلك.
ثانيا/ سؤال الآخرين الملاحظات والتعليقات بشأنك والإنصات والتقبل لما يرد منهم فتتسع المنطقة المفتوحة وتتقلص المنطقة العمياء وهنا تكمن الحاجة الى مهارتي: الإصغاء وطرح السؤال
ثالثا/ إخبار الآخرين المزيد عنك أو ما يسمى بالإفصاح أو الانكشاف مما قد يساهم في فهم الآخرين لك.. فتتسع المنطقة المفتوحة وتتقلص المنطقة المخفية وهنا ندرك حاجتنا الماسة في أن نكون أكثر ثقة في أنفسنا وشفافية مع الآخرين
حينما تتوسع المنطقة المفتوحة على حساب المنطقة المخفية بالإفصاح والمنطقة العمياء بالسؤال تتقلص تلقائيا المنطقة المجهولة ويعرف الشخص المزيد عن نفسه ويعرف عنه الآخرون أكثر ويكون بذلك:
أكثر إنتاجية و ثقة بالنفس و تعاونا مع الآخرين.
تعالوا بنا نتعرف على بعض الأمثلة التي ربما تستفيد من هذا النموذج (للتوضيح فقط) مع العلم أن كل من يريد أن يطور الوعي بذاته ويفهم نفسه جيدا يمكن أن يستفيد من هذا النموذج.
المثال الأول: الموظف الجديد:
يبدأ الموظف الجديد بمنطقة مفتوحة ضيقة:

حيث ما يعرفه عن نفسه خاصة ما يتعلق بقدراته ومواهبه في العمل قليلة
وكذلك ما يعرفه عنه الآخرون قليل أيضا حيث لم يمض الوقت الكافي معهم
وهنا يتوجب عليه أمران:
- الأول/ طلب التغذية الراجعة من الرئيس والزملاء والعملاء حول نقاط ضعفه وقوته، وتقدير ذلك منهم.
- الثاني/ الإفصاح والإدلاء بمعلومات عن نفسه وعن خبراته مما يساعد في تطوير العمل وزيادة الإنتاجية.
المثال الثاني/ الموظف القديم:
عادة ما تكون المنطقة المفتوحة للموظف القديم واسعة لأن ذلك يرتبط بطول الخدمة والذي يعني الخبرة الواسعة في غالب الأحيان والوعي الجيد بذاته ومعرفة الآخرين له.

وبالتالي عليه تعزيز نقاط القوة والعمل على نقاط الضعف
المثال الثالث/ مدير المؤسسة:
يتوجب على مدير المؤسسة أمران:
الأول/ تشجيع مرؤوسيه بطرح الأسئلة عليهم والطلب منهم اقتراح الأفكار التي قد تساهم في مصلحة العمل
الثاني/ الانفتاح على موظفيه وإخبارهم عن نفسه وعن العمل بما يحقق المصلحة العامة.
فإذا كنت مدير مدرسة أو رئيس مؤسسة أو قائد فريق فإن النصيحتين أعلاه فعالة جدا في تطوير الوعي الذاتي لديك وتطوير فريقك تحسين إنتاجيتهم.
كأني أسمعك تسأل: هل من طريقة أكثر وضوحا لتطبيق هذا النموذج؟
نعم، إليك تمرينا عمليا أكاد أجزم أنك ستستفيد منه كثيرا في تنمية الوعي الذاتي لديك، إذا طبقته جيدا.
كيف نستخدم نافذة جوهاري لتنمية الوعي بأنفسنا (تطبيق عملي)؟
قادر | متعاون | مسترخي |
متقبل | مثالي | متدين |
قابل للتكيف | لا يعتمد عليه | متجاوب |
جريء | عبقري | باحث |
شجاع | ذكي | حازم |
هادئ | انطوائي | الوعي الذاتي |
راع | طيب القلب | منطقي |
مبتهج | واسع المعرفة | عاطفي |
ماهر | منطقي | خجول |
مبتكر | محب | سخيف |
واثق | ناضج | ذكي |
جدير بالثقة | محتشم | تلقائي |
كريم | متوتر | ودي |
متعاطف | ملتزم | متوتر |
نشيط | منظم | جدير بالثقة |
منطلق | صبور | دافيء |
ودي | قوي | حكيم |
إعطاء | فخور | بارع |
سعيد | هادئ |
1- حدد من قائمة الصفات أعلاه 10 صفات ترى أنها تنطبق عليك
2- اطلب ممن حولك كتابة 10 صفات يصفونك بها (نوع من مصادرك: عائلة، زملاء عمل، أصدقاء، أقارب، عملاء)
3- حدد الصفات المتكررة بين قائمتك وقائمة الآخرين وسجلها في المربع الأول من المصفوفة (المنطقة المفتوحة)
4- الصفات التي حددها الآخرون ولم ترد في القائمة التي حددتها، ضعها في المربع الثاني (المنطقة العمياء)
6- الصفات التي لم ترد في الصفات التي حددتها عن نفسك ولم ترد في الصفات التي حددها الآخرون أكتبها في المربع الثالث (المنطقة المجهولة)، إذا كانت هذه الصفات كثيرة فاختر الأكثر أهمية لك.
7- الصفات التي حددتها عن نفسك ولم ترد في الصفات التي حددها الآخرون أكتبها في المربع الرابع (المنطقة المخفية)
8- تأمل في المناطق الأربع وركز على الصفات الواردة في المنطقة المخفية ربما أنك بحاجة ماسة إلى الإفصاح عن ذاتك للآخرين، أما المنطقة العمياء فربما تكون بحاجة إلى سؤال الآخرين إبداء مرئياتهم تجاه الصفات التي لم تدركها بعد عن نفسك، وفي المنطقة المجهولة قد تكون إجراء بعض الاختبارات النفسية وحضور بعض البرامج التدريبية وورش العمل مفيدة جدا لك..
وعلى كل حال فالعمل مثلا على المنطقة العمياء والمخفية سيقلص المنطقة المجهولة تلقائيا لأنك ستكتشف ذاتك و تعرف الكثير عن نفسك كما سيعرف الآخرون الكثير عنك.